بعد عام من الحرب : حزب الله لازل متحديا

انصار حزب الله في الذكرى السنوية للحرب مع اسرائيل











ما الذي يفكر حزب الله في عمله بعد عام من الحرب مع اسرائيل؟ هذا سؤال
يطرحه الكثيرون داخل لبنان وخارجه، خاصة بعدما وعد زعيم الحزب حسن نصر
الله اسرائيل بمفاجأة كبيرة ان هي عاودت الكرة، مفاجأة قد تغير مسار أي
حرب بل حتى الوضع في الشرق الاوسط برمته.
وتتساءل الصحف الآن عما اذا كان حزب الله يتوفر الآن على الاسلحة
اللازمة للتصدي للطيران الاسرائيلي أو نوعا من الاسلحة الكيماوية بمساعدة
ايران وسوريا، أو انها مجرد خدعة.
لكن المراقبين يعرفون ان حسن نصر الله ينفذ دائما ما يعد به، خاصة
بعد نجاحه في التصدي للجيش الاسرائيلي العام الماضي، مما عزز سمعة حزب
الله ربما كأقوى مليشيا في العالم.
والاسرائيليون بلا شك لاحظوا ذلك. ويقول وزير الدولة الاسرائيلي
بنيامين بن اليعازر: "نصر الله لم يكذب يوما. قد يكون متغطرسا ومغرورا،
لكن حسب تجربتي معه، فهو ينفذ كل ما يعد به، للأسف."
وفي جنوب لبنان، تتزايد الادلة على ان حزب الله يستعد لصراع آخر
رغم حضور مكثف لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة والجيش اللبناني في
المنطقة.


وقال مسؤول كبير في حزب الله لبي بي سي ان الحركة تتوقع حربا جديدة مع اسرائيل في غضون العام المقبل.



الجبهة الداخلية

لكن ان كان حزب الله يعزز ترسانته ويجددها، فلا شك ان اسرائيل تقوم
بنفس الشيء على الجانب الآخر من الحدود بالاضافة الى اعادة تدريب قواتها،
ممولة بالمساعادات العسكرية الجديدة التي وعدت بها الولايات المتحدة
وقيمتها مليارات الدولارات. ويبرر كل من حزب الله واسرائيل سباقهما بخطوات
الطرف الآخر.
لكن منذ انسحبت اسرائيل من جنوب لبنان في عام 2000، اصبح من
العسير على حزب الله تبرير وجوده كمليشيا مستقلة، وهو الآن يشير الى
احتلال اسرائيل لمزارع شبعا، رغم كون الامم المتحدة تعتبرها جزءا من
سوريا.







اعادة بناء الدمار الذي لحق بلبنان في الحرب مهمة طويلة الامد










وحزب الله يتعرض ايضا لضغوط داخل لبنان، ورغم كون العديدين يمتدحونه
خارج الاوساط الشيعية في البلاد، فان هذه النظرة لا تحضى بالاجماع.
والانتقاد الاكثر شيوعا هو اعتبار حزب الله "دولة داخل الدولة".
وما تزال احتجاجات المعارضة تشل وسط بيروت بعد تسعة اشهر من
بدايتها، لكن الامور لم تسر كما خططت لها. ويقول المحلل رامي الخوري ان
"تحدي حزب الله للحكومة التي كان عضوا فيها ادت الى رفض كبير، قد يقارن
بالاشادة التي تلت الحرب."
وكانت النتيجة تفاقم الازمة السياسية اللبنانية. فمن جهة، هناك
الخيام التي نصبتها المعارضة بقيادة حزب الله، ولو ان القليلين يمكثون
فيها بالفعل، ومن جهة اخرى مسؤولو الحكومة الذين ينظرون الى تلك الخيام من
النوافذ بعجز، غير قادرين على التدخل ومحصنين في شبه "منطقة خضراء" وراء
المتاريس والاسلاك الشائكة، مع حراسة من الجيش.
ورغم كون مسؤولي الحكومة يشيدون بانجازات حزب الله، سواء الصيف
الماضي ام في عام 2000، فانهم يرون الآن ان قتاله المسلح يعرض مستقبل
البلاد للخطر.
ويقول احدهم: "نحن لا نريد رؤية الدبابات الاسرائيلية تدخل علينا
كل مرة، ونحن نستطيع مناقشة قضية مزارع شبعا دبلوماسيا في اطار الامم
المتحدة."


لكن اكبر سؤال يطرح نفسه، حسب المسؤولين، هو من يقرر في سياسة لبنان الامنية، هل الحكومة ام حزب الله ووراءه سوريا وايران؟