العنوسة والمصير المجهول ..!!!

المصير المجهول ..!!!


هل صحيح بأن سعادة الإنسان مرهونة بجنسيته ؟!! وحتى لا تفوته هذه السعادة .
أو بمعنى أصح حتى يضمن تحقيقها عليه الارتباط بشريك حياته من نفس جنسيته !!

طبعا سيقول كل عاقل بأن هذا مبدأ هراء في هراء !!!
وأن الإنسان لا يدري أين تكمن سعادته ؟! ومع من ؟! وفي أي بلد ؟!

لقد قلبت هذا الأمر على عدة وجوه ! في محاولة مني لاستقراء الحال وتفهم وجهة نظر المجتمع الخليجي ( من حولي ) حول هذا المفهوم !!

• الزواج من نفس الجنسية :

لا ينكر عاقل بأنه عامل مهم من عدة أوجه :

الوجه الأول :
1. التمتع بامتياز ات المواطن على أرض بلده !
2. الانسجام التام من حيث اللغة والعادات والتقاليد .

• الأهم : فإذا لم تنجح الحياة الزوجية رغم اتفاق بقية العوامل الرئيسية المؤهلة للسعادة - بزعم المجتمع - وانتهت بالانفصال ! وتشتت كل من الزوجة والأولاد ! عندها نقول : بأن الجنسية لم تشفع لها !!!


الوجه الثاني :
فإن قيل ارتباط المرأة بأحد أقاربها يكفل لها السعادة ! فنقول : بأن هذا ليس معيار قياسي تقاس به السعادة !! إذ يخضع لتفاهم الطرفين ! ورغبتهما تجاه بعض ! فإن وجد .. وجدت السعادة !
أما إن فقدت .. أو حدث هذا الزواج لإرضاء رغبة الأهل فحسب !! ( كما هو منتشر في المجتمع الخليجي ) وحتى لا يفرق شمل - العائلة الكبيرة- بهذا الرفض وإن لم يكن كلا الزوجين متفقين أو بمعنى أصح متقبلين لفكرة هذا الارتباط من بعضهما !
وغالبا ما تكون الفتاة هي الضحية في مثل هذا النوع من الزواج !!

• النتيجة : الفشل وفقدان السعادة التي حكم عليها بالتعاسة من قبل أن تبدأ !!
1. فتعود الفتاة المسكينة إلى أهلها ( بيت والدها أو أحد أخوتها ) مهانة ! ذليلة ! كسيرة الجناح ! مهضومة الحقوق ! تتقاذفها الألسن ! وتلتهمها الأعين ! ويحكم عليها بالبوار وبالموت حية مقبورة باسم ( الطلاق ) !! بحكم لم ينزل الله به من سلطان!

2. فإن كان لها أولاد ، فما أعظم مصابها ! إذ تقع المسكينة بين نارين : لاهي قادرة على ضم أبنائها إلى حضنها ! فأهلها يرفضون استضافتها بوجود الأولاد !

3. فإن قالت ألجأ إلى المحكمة فهي ستعيد لي حقي ! وستنصفني ! يستنفر أهلها ويقفون صفا واحدا كأنهم الأبطال قد داهم العدو فهبوا لصده !! فيقولون لها : أتريدين أن تفرقي بين الإخوان؟! أتريدين أن تشتتي شمل العائلة ؟! لا وألف لا !! لن نسمح لك !! وعليك تقبل العيش معنا بدون الأولاد ! فلن ينقصك طعام أو شراب أو لباس !! ( وكأن نظرية الحياة هي في الطعام والشراب واللباس فقط !!) عجبي !!

4. فتعيش المسكينة حياة من نوع آخر !! حياة لم ولن يتفهمها إلا من ذاق مثلها أو آتاه الله إحساسا وشعورا بالآخرين ! ونفسا مؤمنة حقيقة الإيمان !!

5. تعيش المسكينة حياة أقرب تشبيه لها : بحياة البرزخ في القبر !! نعم لا تعجبوا ! هكذا أتصورها ! كأنها حية وميتة في آن واحد !! كل هذا ولا أحد يشعر بها ممن حولها ! ممن ضمنوا لها المأكل والمشرب والملبس !! تعيش جسدا بلا روح !! ترى أولادها مشتتين ! أيتام ! وهي على قيد الحياة ! تراهم تائهين محرومين من الحنان ! فيحترق قلبها كمدا وألما وحزنا إذ لا تملك لهم نفعا ! فلا تملك إلا الدموع ! ورفع أكف الضراعة إلى الله أن يرفق بحالها وحال أطفالها !!
• أرأيتم هذه عينة حية وأمثالها كثر في المجتمع ( الخليجي ) فهل الجنسية – القرابة جلبا لها السعادة ؟!! وهل كانا معيارين لها ؟!!!

• فأين عقولكم أيها العقلاء ؟!!

==========================

• خلق الله الإنسان بطبعه مدنيِّ !!
فهو مدني بالطبع !! أعطاه الله القدرة على التكيف في أي وضع جديد عليه ! وهذا ما يطلق عليه بقانون البقاء !! فظل الإنسان باقيا ولم ينقرض كغيره من الكائنات الأخرى كالديناصورات !!

ولهذا الإنسان خلق الله الكون !! وأوجده فيه وأعطاه هذه القدرة العجيبة على التأقلم في محيطه !!

• وخلق الناس شعوبا وقبائل !! وجعل الزواج أحد أهم أسباب التواصل والتعارف والتقارب بينهم !! قال تعالى : (( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ..))

• وجعل أهلية التمايز والتفاخر ليس المال ولا الجنسية بل ( التقوى ) هي نقطة التمايز بينهم فقال تعالى : (( إن أكرمكم عند الله اتقاكم )) ! فلم يقل إن أكرمكم من يحمل جنسية كذا !!!

• كما حدد القاعدة التي يقوم أو يبنى عليها الزواج :
قال عليه الصلاة والسلام : ( إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ! إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير ) .
• إذا سقط شرط الجنسية من هذا الحديث ! ولم يقر إلا الدين والأخلاق !!!

=======================

• الزواج مع اختلاف الجنسية !!

إن كان قائما على المودة ! وتحقق فيه شرط الدين ، والإيمان ! وزاد عليه الأصل ، والمنبت الطيب ! فإن السعادة لاشك - بعون الله – ستكون حليفا له ! إذ لا اعتبار لاختلاف الجنسية ! فالإنسان مدنيِّ بطبعه وله القدرة على التأقلم مع محيطه الجديد ما دام راضي النفس عنه !!!

• فأين عقل العقلاء من هذا ؟!

==============================

• الزواج للمصلحـــــــة !!

• سيقول البعض : لعل هذا الزواج ( المواطنة من غير المواطن ) قائم على الطمع !! فعينه على راتبها ! أو ما تملكه !
• فإن قلنا : وهذا المبدأ أيضا أصبح مطلبا للزوج المواطن !! إذ يرغب في الزوجة الموظفة لعدة أسباب : منها المظهر الاجتماعي ! ومنها الظروف المادية ! إذ أصبحت الحياة تحتاج للتعاون من كلا الطرفين ! وقلة هم من يريدونها غير عاملة !!

• فإن قيل حتى ابن البلد إن كان عديم المروءة ! سوف يسلبها مالها ! ويرمي بها إن كان هذا هدفه من الزواج أصلا !! فيقال : لا بأس فهو ابن البلد !! والجواب : وماذا يفيدها إن كان ابن البلد أم غيره ! طالما وقع الظلم منه !!

• فأين وجه العدالة ؟!

أولا : أن يجوز للمواطن الزواج بمن شاء من الجنسيات العربية وغير العربية ممن لهن دين سماوي .. وتراهم أيضا يتزوجون حتى ممن لا ينتمين لدين سماوي !!!

النتائـــــــــج :

• خسران المواطنة فرصة الزواج من هذا المواطن!! وبالتالي زيادة عدد العوانس في البيوت الخليجية !!!

• ازدواجية التركيبة السكانية للبلاد !!!

فتلاحظ الرؤوس الغريبة والسحنات الهجينة بملابس وطنية تحمل جنسية مواطن !!!


ثانيا : لا يجيز المجتمع الخليجي زواج المواطنة من جنسية عربية ( غير خليجية ) !!

• بل عليها أن تعيش تحت رحمة هذا القانون الذي - لم ينزل الله به من سلطان- بقية عمرها !!! فلا أنصفها ابن البلد !!! ولم تجلب لها الجنسية الخليجية السعادة !! وكأن من يحمل الجنسية الخليجية سيدخل الجنة من أي أبوابها شاء !!!

• فأين العدل في هذه المفارقة العجيبة ؟!!!

• هل الزواج بيع وشراء ؟!! أم هو فطرة وسنة كونية ! فطر الله الناس عليها ! فلا تستقيم حيات - كلا من الرجل والمرأة - وتتزن إلا إذا اكتمل هذا الجانب ( الزواج ) ! حتى ولو كان عابدا زاهدا في صومعته ! ولو كانت تستقيم ! لما انتهجه الأنبياء عليهم الصلاة والسلام !

• هذا الزواج الذي يكمن فيه سر استقرار النفس العاطفي ! فحاجتها للعاطفة لا تتحقق إلا بالزواج !!

• هذا الزواج الذي تكون ثمرته السعادة ، وتكوين أسرة تتمثل في الأطفال الذين هم زينة الحياة الدنيا ! وأي إنسان ليست لديه هذه الرغبة الفطرية !!

• وحين حرمت الفتاة لهذا الحق الشرعي ! ظهر الفساد في السر والعلن !!

• وما خفي كان أعظم !!

• ألا يا أولياء الأمور اتقوا الله في بناتكم ! وأخواتكم ! ومن كانت لكم عليهن وصاية !!

وزوجوهن ممن ترضون دينه وخلقه إلا تفعلوا تكن فتنة في ا لأرض وفساد كبير !!

• آلا وإن مظاهر هذا الفساد واضحة للعيان ( لمن ألقى السمع وهو شهيد ) !
• آلا وإن الفتنة قد استشرت في المجتمع !!

==============================