فى البداية أبت الحروف أن تخرج
رفضت بحجة أنها قد لا تجد من يرحمها من سوء الظن بها
فقد تغير بنا الزمان فلم نعد نعرف الصاحب من الغادر
و لكنها أخيرا اقتنعت بأنه دئما هناك أمل وأنه دائما هناك
أذن عادلة تسمع وعقل حكيم يميز و أنها لابد أن تصفو لنا يوما
لذلك فقد تسائلت لماذا يتغيرون ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
عندما يتغيرون من يعزون علينا فأننا نبحث لهم عن اعذار
حتى لا تتشوه تلك الصورة الجميلة التي رسمناها لهم..
وكذلك لأن الحياة ترغمهم وترغمنا على اشياء لااحد منا يريدها..
ولكن عندما نجدهم يبحثون عن ما يضايقنا فأين نجد العذر لهم
في الدنيا التي نعيش بها موازين نحاول جعل التوازن عنوان لها
ولكن عندما تنقلب الموازين لا يستطيع اي انسان السيطرة عليها
او تفسير الاسباب التي ادت الى انقلاب هذه الموازين
فمثلا ترى شخص كان عدوه اللدود الانسان البخيل
وفي يوم لا عنوان له بدا هذا الشخص ابخل من البخيل
وترى شخصا يحب الانسان العصامي
ويحب الانسان المكافح في يوم وليلة ينقلب هذا الانسان
وتراه يتعلق بانسان وصولي متسلق
وترى شخص يحب الصديق الحميم ويكن له كل محبة وصدق ومودة
تراه انقلب على هذا الصديق الحميم وغدا من الد الاعداء
ونلحظ انسان يتمسك بمبادئ وقيم قد لا يتخلى عنها لاي سبب من الاسباب وبيوم
وليلة ينقل ويتغير ويبيع كل شيئ
من اجل حفنة من الجنيهات أو الدنانير او
الريالات و الدراهم
هل الانسان الذي يعتبر ان الانسان البخيل انسان شاذ
وبات هو اشد منه شذوذ وذلك بدافع الحرص ؟
وهل الانسان العصامي بدا يشعر بتفه موقفه وبدا يشغل نفسه بالأموال التي تتجمع في جعبة الانسان الوصولي المتسلق ؟
وهل الانسان المتعلق بصديق حميم غدا يشعر بالملل
من هذه العلاقة التي استمرت سنين وقد تستمر سنين طوال ؟
وهل الانسان المتعلق بمبادئ وقيم قد يشعر بالامان ان اختار
ان يكون شاذ في زمن باتت المادة هي العنصر الاساسي
و لكن المهم فى النهاية أنهم يتغيرون ليتروكوا بنا جراحا غائرة و طعنات
مؤلمة قد يقدر الزمن على علاجها و قد لا يقدر فتصبح ندوب واضحة تشوه
قلوبنا التى وثقت بهم يوما
أستعير فى النهاية عبارة قرأتها يوما فى إحدى الأماكن العزيزة على قلبى :
" شكرا للقلوب التى أحبتنا و لم تخلص لنا و شكرا
أكبر للقلوب التى أخلصت لنا رغم أنها لم تحبنا "
دمتم بحب