صيد السمك

موضوع: صيد السمك الجمعة 04 يناير 2008, 1:26 am

ماذا تعرف عن هوايات الصيد؟ وهل هي التي تحقق السعادة والمتعة والتامل؟ ام ان السعادة والتامل هما حصيلة الصبر؟ وثمة قائمة طويلة من الاسئلة يطول التفصيل فيها، ومخافة ان نبحر من غير هدف سنكون اكثر وضوحا واكثر تحديدا ونتناول موضوعة الصيد وبالذات (صيد السمك) فهذه الهواية. وليست التجارة فيها – بينها وبين الصبر صلة رحم وقربى ولعلها من ابلغ الهوايات الانسانية اتساما بالحكمة وطول البال وتُحدثنا الذاكرة بان امهر صيادي السمك هم العناوين البارزة في تمضية وقت خاص جدا وطويل لا يحتمله الاخرون، نحن اذن امام مدرسة تعليمية واذا اردنا شيئا من المبالغة نقول نحن امام مدرسة فلسفية تحسن لوحدها معنى التأني ومعنى عدم الياس، انها نظرة امل متيقنة من النتائج الايجابية مع ان تلك النتائج من علم الغيب او هي في بطن البحر. ابتداء سنولي النسبة العظمى من الحديث عن الصيد السمك في العراق حيث يعد من اقدم المهن التي عرفها سكان وادي الرافدين لانها واحدة من اسباب عيشهم ورزقهم، وربما كانت طرق صيدهم قديما ذات صفة بدائية ولكن الغريب ان هذه البدائية مازالت قائمة حتى يومنا هذا، اما اشهر تلك الاساليب فهي التي تعتمد على الصنارة في الانهار، وعلى الفالة في الاهوار والمستنقعات، والصنارة نعني بها الشص الذي يتكون من مادة حديدية سمكها قليل مدبب وحاد ومعقوف الطرف لتعليق" الطُعم" عليه لجذب الاسماك نحوه، ويثبت في طرفه العلوي خيط نايلون متصل بقصبة مرنة الحركة، وتعلق قطعة من الفلين على الخيط لمشاهدة حركته اثناء اصطياد السمكة بالصنارة، وكذلك وجود ثقل يعلق على الخيط ايضا بالقرب من الشص لغمره في طبقات الماء السفلية. اما انواع (الطعم) المستخدمة في صيد الصنارة فانها مختلفة، منها الطعم النباتي للاسماك النباتية كالرقي وحب الرقي غير الناضج الابيض والتكي والعجين بانواعه (لب الصمون وعجينة الخبز، البقصم ،والتمر والطُعم الذي يقدم للنوع المفترس من الاسماك يكون من احشاء السمك او صغاره (الحرش) واحشاء الدجاج والديدان المنزلية والحشرات الاخرى كالجراد. وهناك نوع اخر من (الطُعم) وهو المعدني والذي يتخذ هيئة سمكة صغيرة ويكون على انواع بقدر اشكال وانواع السمك بالوانه وطعمه الخاص ، والطعم المعدني الذي يصلح لاسماكنا هو الابيض اللماع . ثم ابتكر الصيادون اسلوبا جديدا يعد اكثر تطورا ونقصد به الشِباك وهي عديدة متنوعة منها الخيشومية والتي تصنع خيوطها محليا من المواد الطبيعية (القطن، الكتان البريسم، الجوت)ومواد صناعية كـ(النايلون والبولي اثلين و الكابرون ومشتقاته)وتستخدم انواع مختلفة من الفخاخ في الشباك مثل (فخ الهواء وفخ الكركور، والقوقا والكرفة) وشباك الاحاطة(حذافة)و الشبكة الكيسية. اما النوع الاخر من الصيد فيتم خارج الانهار والاهوار ونعني به الصيد الخاص بالمناطق المحصورة في الاحواض الصناعية لتربية الاسماك وهنا يختلف الصيد عن الصيد في المياه الطبيعية ويحتاج الى شباك خاصة بسبب حدود مساحة الماء الثابتة وعمق معين من الماء، فالشِباك المستخدمة في الصيد هي اليدوية (المشكف) والسلية (الحذافة)، الكرفة(شبكة صيد ثابتة اوتوماتيكية). اما طريقة الصيد في منطقة الاهوار والمستنقعات فتتم بواسطة الاداة المستخدمة في المياه الطبيعية الضحلة الا وهي( الفالة).. والفالة الة شوكية الشكل وهي عصا من الخيزران طويلة نسبيا (2م تقريبا) نهايتها تتصل بقطعة حديدية تشبه ُ(شوكة الطعام) لها خمسة رؤوس مدببة حادة الاطراف ومعقوفة النهاية ويتم الصيد ليلا باستخدام الضوء لان الاسماك تتجمع عادة حول مصدر الضوء فتكون ظاهرة للعيان وبمهارة وسرعة الصياد في التسديد يتم الصيد بعد دخول الاطراف المعقوفة في جسد السمكة لتمنعها من الافلات، ومن فوائد طريقة الصيد بالفالة سهولة الاستعمال وقلة التكاليف، ولكن لاتخلو من مساوئ فالبكتريا تعمل على اتلاف الاسماك المصطادة وتصبح غير صالحة للاستهلاك البشري. هناك طريقة اخرى للصيد بالمياه الضحلة والتي لاتتم الا بصورة جماعية لعدد من الصيادين وهم يحملون شبكة واحدة ممسكين بها من جميع الجهات، وتتم هذه العملية في اوقات الفجر عادة والماء هادئ وبحالة سكون والسمك مطمئن وهو عند سطح الماء بحثا عن الطعام في الضوء وهناك وقت اخر انموذجي للصيد هو وقت الغروب. وافضل مواسم الصيد خلال السنة هي فترتان الاولى تبدا من اواخر شهر اب وحتى اواسط شهر تشربن الثاني، اما الثانية فتبدا من اواخر شهر شباط حتى اواخر شهر ايار، لان الاسماك تكون قد وضعت بيوضها قرب (السواحل). انواع السمك لدينا تزيد على الثلاثين نوعا وتقسم الى اصناف الاول نباتي اي انه يعتاشُ على الحشائش المائية ومنها البني والكطان، والثاني هو النوع المفترس الذي يعتاشُ على صغار السمك والديدان ومنه الشبوط والجري والشلك والبز- وهو فصيلة سمكية لا علاقة لها بالاصناف الاخرى وليس كل سمكة كبيرة هي (بز) فهذا خطا شائع - والانواع الاخرى منها النبّاش والحمري، الخشني، الزوري، اللصاف والكارب الذي انتشر مؤخرا في المجتمع السمكي لوسط وجنوبي العراق واهواره) وسلبوح ابو سمان وغيرها من الاصناف الاخرى. ومثلما لكل هواية او حرفة اخلاقها فهواية صيد السمك توجب على من يمتهنها تقاليد واعرافا اخلاقية منها اعادة صغار السمك الى الماء لادامة بقاء الانواع السمكية وتكاثرها مستقبلا، وعدم الصيد بوساطة الاساليب المحرمة دوليا وشرعيا والذي يعد اسوا انواع الصيد الا وهو استخدام الصعقة الكهربائية بالماء واستخدام المتفجرات والقنابل في الصيد ومستخدموها يصلون الى حد الاجرام. واخيرا الصيد اهو لعبة ام هواية؟! فهو متعة تكون للذي يمارسها علاجا او وصفة سحرية تزيل كل توتر يصيب الانسان جراء ايام العمل الشاقة وتشحن جسمه بطاقات حيوية جديدة وتزيل همومه اليومية، وبذلك يتحقق شعور الرضا والسعادة بالصبر،والتفاعل بين الانسان والطبيعة بحديث او دندنة يخلق الاحساس والشعور الاخاذ الممتع والشوق لصيد وفير