الفور هووكس
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلالتسجيلدخول

 

 مسرحية -المحاكمة - يوسف جاد الحق - من منشورات اتحاد الكتاب ا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لقاء
هووكس مميز
هووكس مميز
لقاء


انثى
عدد الرسائل : 990
العمر : 36
تاريخ التسجيل : 03/06/2007

مسرحية -المحاكمة - يوسف جاد الحق - من منشورات اتحاد الكتاب ا Empty
مُساهمةموضوع: مسرحية -المحاكمة - يوسف جاد الحق - من منشورات اتحاد الكتاب ا   مسرحية -المحاكمة - يوسف جاد الحق - من منشورات اتحاد الكتاب ا Icon_minitimeالأحد 20 يناير 2008, 3:14 am

هذه مقدمة المسرحية
ويمكنك تحميل المسرحية كاملة من الملف المضغوط
فى نهاية الموضوع

المقدمة
أدب المقاومة الملتزم بدون الزام. والذي ظهر إلى الوجود العربي بدءاً من إحساس العرب بثقل الجسد العثماني على صدورهم، مع ابتداء يقظتهم من نوم إجباري فرض عليهم زهاء أربعة قرون.‏
وتململ ذلك الأدب بدوره من خلال رماد الانحطاط. مع الشعراء المجددين والإسلاميين الذين قرأوا الإسلام بعيون معاصرة مثل الكواكبي. وتطور هذا الأدب في مواجهة النوم العثماني... ثم الاستبداد التركي. ثم الاستعمار الأوروبي إلى قرابة منتصف القرن العشرين.‏
وجاءت كارثة. احتلال فلسطيني الفجائعية كجرح نازف من خاصرة الأمة العربية. ليترفع أدب المقاومة العربي من منزلة السير الهاديء إلى مقام الركض الخبب. فإذا الشعر غير الشعر والرواية تدخل في طور تطوري جديد. وترفع المسرحية صدرها لترافق أجناس الأدب الأخرى التي سبقتها بضعة أشواط.‏
ويبدأ الحديث النقدي عن مسرح عربي ينتمي إلى العديد من أنماط الأداء الدرامي. بيد أن معظم ما خلَّفته الملكة الإبداعية المسرحية لدى العرب كان مسرحاً ملتزماً يعالج وجود الإنسان العربي في أرضه وفي العالم من حوله.‏
وغني عن التكرار أن الثورة الفلسطينية على تباعد مواقعها، وتشتت قواعدها في أنحاء الكوكب، استطاعت أن تفرز وراء مقاتليها كوكبة من المبدعين الذين تمكنوا من إبداع تيارات أدبية لها شخصيتها الكاملة في زحام التيارات الأدبية في العالم. وجاء نتاجهم الفكري والفني أنموذجاً جديداً متوهجاً له خصوصيته وفرادته.‏
ويوسف جاد الحق واحد من تلك الإفرازات الإبداعية التي نذرت وجودها لتضميد الجرح الفلسطيني النازف منذ خمسين سنة. وعرفته منذ سنين يكتب الرواية والمسرح والقصة.... وهو عبر هذا الثلاثي مناضل ملتزم تمكن من تحويل القلم إلى قذيفة تضيء في مسيرتها لتصل إلى هدفها بدون إساءة إلى جمالية الفن أو تهاون في سخونة القذيفة.‏
ويقدم مسرحيته الجديدة: المحاكمة. لتأخذ موقعها في مسيرته الأدبية ذات الالتزام الطوعي النابع من إيمانه بقضية يكتب من أجلها. فما الذي قدمه في مسرحية المحاكمة؟‏
تقف المسرحية على خلفية واقعية حول واقعية حدثت بالفعل ففي عام 1972 وخلال دورة الألعاب الأولمبية التي انعقدت في ميونخ- ألمانيا- قام بعض المجاهدين الفلسطينيين باحتجاز عدد من اللاعبين اليهود المشاركين بتلك الدورة. مطالبين بإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين في سجون اليهود. ولما لم تستجب عصابات اليهود للطلب نفذ المجاهدون تهديدهم وأعدموا بعض اللاعبين اليهود. وسلَّموا أنفسهم للسلطات الألمانية التي حاكمتهم.‏
هذا هو ملخص الخبر الذي حوله يوسف جاد الحق إلى خلفية درامية لمسرحيته.‏
سيتبادر إلى الذهن أن يقوم الكاتب بتأليف نص مسرحي تسجيلي أو توثيقي، له من التاريخ نصيبه الأوفى ومن الفن نصيب قليل. أو من الإبداع نَزْرُهُ اليسير.‏
ليشبه عمله عمل المؤرخ أو المؤرخ الفنان في أفضل الحالات. فهل هذا ما صنعه يوسف جاد الحق؟ أم أنه فطن لحالة التبسيط التوثيقي أو التسجيلي. فنقل الخبز من وثائقية التأريخ وسجلات الأحداث الغابرة إلى رؤيا الفنان الخبير بتمزيق الحدث وإبداعه ليرتقي إلى أفق الفن؟‏
لجأ يوسف منذ البدء إلى عملية الخداع الفني التي نراها إحدى أهم حالات الإقناع. حيث زَجَّ بنا في قاعة إحدى المحاكم في مدينة ميونخ. ورسم شكلاً مقنعاً لمحكمة ألمانية بقضاتها الكهول، وأوقف المجاهدين الفلسطينيين الأربعة الذين نفذوا العملية. في مواجهتهم.‏
وإذا ما خيل إلى المشاهد والقارئ أنه يسمع ويرى محاكمة حقيقية. يتسلل يوسف جاد الحق ليزج تاريخ القضية الفلسطينية بين القضاة والمتهمين. ثم يرفع ستائر ذاكرته التاريخية والفنية ليكشف للعالم فصول المأساة منذ بدء تكوين الجريمة العالمية لسحب فلسطين من تحت أقدام أهلها... حتى تكوين الغدة السرطانية التي أطلق عليها اسم: الدولة العبرية، أو إسرائيل، أو أرض الميعاد. أو ماشئت من صفات التزوير والتضليل في هذا العصر الخائن.‏
وأحس المؤلف اإفادة بدرجة متقدمة من تقنيات التوصيل المعاصرة. عندما كان ينقل الحدث عبر العين السينمائية من قاعة المحكمة في ميونخ إلى إحدى قرى أو ساحات فلسطين ليطلعنا على فصول من جريمة الكارثة الاستيطانية... وما يفعله اليهود بالأرض وأصحابها. كل هذا يتم عبر سير الأحداث بتتابع مقنع وإيحاء جميل. بدون فجوات ولا تقطع ولا افتعال ولا اجتراح خيالي يبعد المتلقي عن الرؤية التاريخية لحدوث الفعل.‏
وما كان يلجأ إلى هذه النقلات التي تتم بسرعة البرق التي هي سرعة النقلات السينمائية والتلفزيونية من حال إلى حال. إلا في حالة الضرورة إليها والتي تشبع المتلقي إقناعاً. ولعل الأهم الأهم في هذه المسرحية هو قدرة مؤلفها على تماهي الرأي العالمي الجائر لقضية فلسطين. وشرح وجهة النظر الغربية المتردية في مهاوي الضلال اليهودي بصورة تكاد تصدقها إنها مخاطبة العقل الغربي بلغته بالذات. وهذا ما رفع النص من حدود الانحياز الوطني والقومي إلى مجالات الشمولية العالمية. حتى كأننا أمام حوار بين الرؤية العربية والرؤية الغربية الجائرة للقضية الفلسطينية.‏
ومنذ أوائل فقرات الحوار. حيث يسأل القاضي الألماني أحد المتهمين. كيف وصل إلى ميونخ؟... ويسمع الإجابة ويلح على السؤال:‏
القاضي : كم من الزمن استغرقت الرحلة؟‏
نضال : استغرقت الرحلة عمري كله.‏
القاضي : هل تسخر منا أيها السيد؟‏
القاضي : أبداً. هذه هي الحقيقة... وإن شئت الدقة فهي ربع قرن من الزمان.‏
القاضي : لو كنت سلحفاة لوصلت في ربع هذه المدة .‏
نضال : ما ذنبي إذا كنتم تصرون على ألا تعرفوا الحقيقة؟‏
القاضي : مادمت حريصاً على قول الحقيقة. قل لنا:‏
من هم بقية أفراد العصابة؟‏
نضال : هم مناضلون وليسوا عصابة‏
حوار متلاحق مكتوب بأقصى درجات التوتر بلا تفكك. وكأن المتحاورين يركضون باتجاه تصعيد الحدث. ومنذ البدء كما قلت تمكن المؤلف من فرد أوراق القضية أمام العالم. فالمناضلون الأربعة منذ أول إجابة لأولهم.‏
كانوا مصرِّين على ربط النتائج بالمقدمات. وأن ما فعلوه ليس منفصلاً عن معاناة ربع قرن هو عمر احتلال فلسطين. وأصروا على توصيل الجرح إلى المحكمة. بل تمكنوا من محاكمة العالم الذي تجاهل وجودهم كشعب. لإرضاء نزوات الحقد الصليبي الذي تفجر بعملية الاستيطان اليهودي في فلسطين.‏
ومع تصاعد الحدث عبر الحوار، تتحول المحاكمة إلى ضدها. وبدلاً من أن نرى القضاة يحاكمون الفدائيين، نرى الفدائيين يحاكمون القضاة الذين مثلوا عدالة العصر ورؤية العالم لينقلب السحر على الساحر.‏
وأمام اتهام المحكمة الذي يفجره القضاة بوجود الشباب الأربعة... يعيدنا الشباب الأربعة إلى الخلف خطفاً بتكثيف الزمن لنرى الدوافع الأولى التي زودتهم بالغضب والحقد. ليتحولوا إلى مناضلين. بل يدفعوننا للتعاطف معهم كآدميين حرمهم الاحتلال من ممارسة أبسط ألوان العيش في ظلال بيوتهم في فلسطين.‏
فنضال أول المتهمين يروي لهيئة المحكمة كيف اقتاد اليهود أمه وأخاه وأخته في الليل. وذبحوا الطفلين وبقروا بطن أمه الحامل... بينما هو مختبيء في عب شجرة كالهرة المذعورة. أو الأرنب الخائف. ومع روايته هذه. يتساءل القضاة: هل يمكن أن يحدث ما رواه هذا الشاب العربي؟ أم هي حكاية من نسيج خياله... وهل يعقل أن يصدر هذا الفعل (عن أناس متحضرين مثل الإسرائيليين؟).‏
فنضال إذن بدأ يهز ويزعزع الصورة الحضارية التي حولها اليهود إلى قناع مراوغ يختبئون وراءه ليمارسوا أبشع ألوان الطغيان الذي ترتكب في هذا العصر. ليعلن في نهاية محاكمته أن اليهود هم (الذين صنعوا مني هذا الفدائي) الذي يقف أماكم الآن. ثم لا يكف عن إطلاق مخزون ذاكرته من الصور الإجرامية التي يصنعها اليهود على الأرض العربية. حتى ليهزأ بالمحكمة وقضاتها الذين اتهموه بالإجرام بينما هم يبرئون أو يغمضون بصائرهم عن جرائم اليهود المتعاقبة والتي لا يستطاع حصرها وعندما يشعر نضال بأنه أثار غضب القضاة يلجأ إلى غدر هو أشد إثارة من ذكر إساءات اليهود أمام أصدقائهم الألما:‏
نضال : يؤسفني أن أثرت غضبك سعادة القاضي، ولكن هل لي أن أتساءل عن موقف المحكمة الموقرة من مصرع المئات في مخيمات الفلسطينيين بلبنان بفعل الطيران الإسرائيلي.‏
ليجيبه القاضي بشيء من التردد والارتباك:‏
القاضي : ذلك موضوع آخر.‏
إن ما فعله نضال مع القضاة، كان أنْ حاصرهم في موضع الاتهام وبدلاً من أن يدافع عن نفسه، دفعهم ليبحثوا عن مخرج من مأزق الاتهام.‏
وفي الفصل الثاني يحين زمن محاكمة خالد الذي يصر على أن اسم بلدة فلسطين لا إسرائيلي، وأن اللعبة التي تمارس تحت اسم الديمقراطية تظهر متقنة الصنع والأداء. وهي التي أبعدت الشعب الفلسطيني عن ممارسة وجوده فوق أرضه. ومن ورائها ترتكب الجرائم.‏
وخالد من خلال استجوابه يفضح لعبة اللاسامية وقد أسماها الاسطوانة المشروخة. مبيِّناً لهيئة المحكمة أن الفلسطنينيين لم يهبطوا من كوكب آخر لتبعدهم السطوة الإعلامية المضللة عن أصولهم السامية. ويندفع خالد باتجاه القصد أكثر عندما يفند دعاوى التوراة ويُجِلُّ الله عن أي يُنزل من السماء مثل هذا الضلال المبين.‏
وكلما ابتدع القضاة اتهاماً يرده خالد إلى نحورهم حتى يرسم لهم صورة عن قريته كفر قاسم. ويريهم كيف احتجز الجنود اليهود مجموعة فلاحين عائدين إلى بيوتهم. يطلبون منهم الاتجاه نحو جدار ويطلقون عليهم النار ببساطة كأنهم يصطادون سرباً من عصافير ساكنة.‏
وفي الفصل الثالث تنعقد المحكمة. لتوجه لناصر نفس الأسئلة المدروسة والمخططة وفق الرؤية الغربية لقضية فلسطين. حاملة نفس التشويه السياسي والفكري والتاريخي لتلك القضية. والتي يفندها ناصر كمواطن مطرود من وطنه معبَّأ بنفس القهر الذي تعبأ به رفقاؤه المناضلون. وعندما تلح هيئة القضاة على إلصاق صفة الإرهاب به. ينقل المحكمة إلى حي قديم في يافا.... ليفرد صفحة من صفحات الإرهاب الذي اتصفت به العنصرية اليهودية. ويُطلع المحكمة على حادثة شنق لمواطن فلسطيني كان يحمل طلقة مسدس فارغة. ثم تتدافع الأوراق من ذاكرة ناصر لنشاهد فيها أصلاً من فصول الاحتلال والقمع بعد التهيؤ الاستعماري والتواطؤ العالمي مع العناصر اليهودية المجتمعة من بقاع الدنيا.‏
وإذا وصلنا إلى نهاية المسرحية نكون قد اطلعنا وعبر المناضلين الماثلين أمام المحكمة الألمانية على زيف الأساطير اليهودية المفتعلة. وكيف استغل الإعلام الثانية لتثبيت أقدامهم في فلسطين. ولاستجداء عطف أوروبا وأميركا المهيأ أصلاً لمواكبة الاحتلال.‏
ولعل المناضلين المحاكمين فردوا كل الأوراق التي لملمها روجيه غارودي فيما بعد ليؤلف منها كتبه المعروفة عن زيف الدعوة اليهودية.‏
هذا هو الإطار الذي صيغت ضمنه فصول المسرحية. التي نراها عملاً فنياً ملتزماً لا يقل عن الأعمال المسرحية العالمية التي تلتزم خطاً فكرياً في عصر التحلل من الالتزام.‏
الدكتور خالد محيي الدين البرادعي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
مسرحية -المحاكمة - يوسف جاد الحق - من منشورات اتحاد الكتاب ا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الفور هووكس :: الهووكس {الاول} :: منتديات الاعمال الادبية :: المسرح-
انتقل الى: