زيارت مبارك الاخيرة لفرنسا والمنيا

كل يوم
بقلم : مرسي عطا الله


استطيع في اطار هذه الاطلاله علي المشهد الاوروبي من خلال متابعتي لزياره الرئيس مبارك
لكل من فرنسا والمانيا ان اقول ان هذه الجوله اسهمت الي حد كبير في منع دفه الاحداث
من التدحرج التلقائي نحو طريق المجهول علي خريطه الشرق الاوسط‏..‏
وان هذه الجوله كانت اشبه بسباق مع الزمن
سواء بالنسبه للازمه اللبنانيه او القضيه الفلسطينيه
او الملف النووي الايراني‏.‏
وبرغم ان الصوره لاتزال غامضه في ضوء استمرار التلميحات الامريكيه
حول ان كل الخيارات مازالت مفتوحه للتعامل مع الملف النووي الايراني‏,‏
فان معطيات محادثات القمه بين الرئيس مبارك وكل من الرئيس الفرنسي ساركوزي
والمستشاره الالمانيه ميركل تعني ان الامل في تجنب الخيارات العسكريه
مازال قائما وان الفرصه لم تضع بعد‏.‏
وربما كانت معطيات الصوره الكامله لاوضاع المنطقه‏,‏ التي عرضها الرئيس مبارك في كل من باريس وبرلين‏
,‏ بمثابه بصيص امل اضافي للمساعده وتقويه مشاعر الامل في امكانيه تجنيب الشرق الاوسط
مخاطر اي نوع من المغامرات العسكريه في هذه البوره او تلك‏.‏
ولعله ليس جديدا ولا مفاجئا لاحد ان تضع مصر النقاط علي الحروف‏,
‏ وان تجدد ثقتها في دور اوروبي فاعل من اجل الاسهام في مناخ عالمي جديد
ينتصر للسلام ضد الحرب‏,‏ وللتفاوض ضد المكائد‏,‏
مع التسليم في ذات الوقت بمسئوليه الاطراف الاقليميه في انتهاج سياسات معتدله
بعيده عن اوهام القدره علي خداع النفس والذات قبل توهم القدره علي خداع الاخرين‏.‏
ولان الرئيس ذهب الي باريس وبرلين وفق اهداف محدده‏,‏
وبالاستناد الي رويه سياسيه شفافه وواضحه‏,‏
فقد تحددت من قبل ان تقلع طائرته من القاهره اتجاهات الحركه علي الارض الاوروبيه‏,‏
وهو ما انعكس بوضوح في مضامين كلماته ومغزي تصريحاته في الوقت والمكان المناسبين‏.‏
ويقينا فان هذه الجوله نجحت في تلبيه الرويه المصريه حول اهميه
توظيف محطتي الرحله في باريس وبرلين كقاعدتين للبث والارسال لدول الاتحاد الاوروبي ولامريكا ايضا‏,‏
بهدف وضع الجميع في الصوره الكامله بشان ما يجري من احداث
وتطورات في منطقه الشرق الاوسط‏,‏
ومايمكن ان تتركه من تداعيات علي اوروبا ما بين التعبير الاثير بان الشرق الاوسط
هو اهم واقرب واخطر مجال حيوي يوثر سلبا وايجابا علي مقومات الامن الاوروبي‏!‏