انا لن اقول لك موعظة طويلة, لكن فقط اوضح لك ماهو حكم تارك الصلاة
ترك الصلاة المفروضة كفر، فمن تركها جاحدًا لوجوبها كفر كفرًا أكبر بإجماع
أهل العلم، و لو صلَّى ، أما من ترك الصلاة بالكلية و هو يعتقد وجوبها و
لا يجحدها فإنه يكفر، و الصحيح من أقوال أهل العلم أن كفره أكبر يخرج من
الإسلام، لأدلة كثيرة منها على سبيل الاختصار ما يأتي:
* قال اللّه تعالى: (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَ يُدْعَوْنَ إِلَى
السُّجُودِ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ
ذِلَّةٌ وَ قَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلى آلسُّجُودِ وَ هُمْ سَالِمُونَ).
و هذا يدل على أن تارك الصلاة مع الكفار و المنافقين الذين تبقى ظهورهم
إذا سجد المسلمون قائمة و لو كانوا من المسلمين لأُذِنَ لهم بالسجود كما
أُذِن للمسلمين.
* و قال سبحانه و تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ *
إِلاَّ أصْحَابَ آلْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ
آلْمُجْرِمِينَ * مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُواْ لَمْ نَكُ مِنَ
آلْمُصَلِّينَ * وَ لَمْ نَكُ نُطْعِمُ آلْمِسْكِينَ * وَ كُنَّا نَخُوضُ
مَعَ آلْخَآئِضِينَ * وَ كُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ آلدِّينِ). فتارك
الصلاة من المجرمين السالكين في سقر، و قد قال اللّه تعالى: ? إِنَّ
آلْمُجْرِمِينَ فِي ضَلاَلٍ وَ سُعُرْ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي آلنَّاِر
عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ - القمر : 47.
* و قال اللّه - عزَّ و جلَّ - : (فَإِنْ تَابُواْ وَ أَقَامُواْ
آلصَّلاَةَ وَ ءَ اتَوُاْ آلزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي آلدِّينِ وَ
نُفَصِّلُ آلآيَاتِ لأِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) - التوبة : فعلق أخوّتهم
للمؤمنين بفعل الصلاة.
* عن جابر - رضي اللّه عنه - قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم يقول : (بين الرجل و بين الشرك و الكفر ترك الصلاة).
* و عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( بيننا وبينهم ترك الصلاة، فمن تركها فقد كفر)
* و عن عبد اللّه بن شقيق - رضي اللّه عنه - قال : (كان أصحاب محمد
صلى اللّه عليه و سلم لا يرون شيئًا من الأعمال تركه كفر غير الصَّلاة)
* و قد حكى إجماع الصحابة على كفر تارك الصلاة غير واحد من أهل العلم .
* و ذكر الإمام إبن تيمية أن تارك الصّلاة يكفر الكفر الأكبر لعشرة وجوه.
* و أورد الإمام إبن القيم - رحمه اللّه - أكثر من إثنين و عشرين
دليلاً على كفر تارك الصّلاة الكفر الأكبر. و الصّواب الذي لا شك فيه أن
تارك الصّلاة مطلقًا كافر لهذه الأدلة الصريحة.
* قال الإمام ابن القيم رحمه اللّه : و قد دلّ على كفر تارك الصّلاة: الكتاب و السنة، و إجماع الصّحابة.