عبارة "ممنوع الاقتراب والتصوير" عفا عليها الزمن
بعد أن ارتسمت الدهشة على وجوهنا ونحن نرى مطارات الدول العربية وقواعدها العسكرية معروضة بوضوح، توجهنا إلى اللواء طيار عماد السرجاني بالقوات المسلحة المصرية وأحد أبطال حرب أكتوبر المجيدة ليوضح لنا مدى خطورة هذا الأمر على أمننا القومي ، فأكد أن كل
المواقع العسكرية الآن أصبحت مكشوفة في جميع دول العالم مشيرا إلى أن لافتات "ممنوع الاقتراب والتصوير" قد عفا عليها الزمن، وقال اللواء السرجاني "إن هذه اللافتات من بقايا زمن الستينيات" فهي لا تجدي في منع التصوير والوصول للمناطق الحساسة، فالقمر الصناعي يمكنه أن يلف 24 لفة في الدقيقة وبذلك يستطيع رصد أي تحركات يمكن حدوثها وهو ليست الوسيلة الوحيدة للحصول على معلومات".
وفي إجابته على سؤالنا الخاص بالوسائل الأخرى المستخدمة في الحصول على المعلومات العسكرية، قال اللواء عماد السرجاني " إن الجواسيس مصادر معترف بها للحصول على معلومات كما يمكن أن يلعب السفراء هذا الدور في الوصول لبيانات حساسة، وقد يتم التعرف على معلومات معينة عن بلد محدد عن طري دولة ثالثة قد تكون مرتبطة بها وذلك بالإضافة إلى عدة طرق أي أن الأمار الصناعية ليست كل شيء" .
الممرات تظهر بوضوح في مطار إسرائيلي
مجموعة من المطارات الإسرائيلية كما تبدو من ارتفاع عال
صور جوجل "مجرد لعب عيال"
وعلى جانب آخر أكد العميد مصطفى عبد الرءوف لموقع محيط بعد أن استعرضنا معه الصور المعروضة، أكد أن هذه الخرائط التفصيلية "مجرد لعب عيال" ولا ترقى أن نعيرها اهتمام ولا يمكن أن تعتمد عليها دولة ما إذا ما أرادت التعرف على معلومات عن دولة أخرى، مشيرا إلى أن هدف هذه الخدمة هو الإثارة واجتذاب الشباب فربما تكون مفيدة لهم للتعرف على خريطة العالم بشكل تفصيلي،
وأوضح العميد مصطفى أن الخرائط المتاحة لا يمكن اعتبارها وثائق سرية بل هي أشياء معروفة مسبقا وإن كان الجديد في الموضوع هو عرضها على الجمهور، مؤكدا أن الحروب وضرب المنشآت موضوع أكبر من محرك بحث على الإنترنت ينشر بعض الصور كمعلومات عامة للقراء.
ربما يكون الحل في الجحور
أثناء إجراء هذا التحقيق تذكرنا الواقعة التي حدثت في مصر منذ ثلاثة أعوام تقريبا وهي عبارة عن خبر صغير نشر في الجرائد وكان يقول" القبض على أمريكي يهودي يصور أماكن حساسة في مدينة الإسماعيلية" ولم تنشر تفاصيل القضية فيما بعد، فماذا كان يصور هذا الشخص، وقد سألنا أنفسنا "ماذا كان يصور هذا الشخص؟" و "إلى هذه الدرجة تقلق الأجهزة الأمنية من سائح يصور أماكن عسكرية بكاميرا عادية؟" و "هل يمكن أن تقوم الوحدات العسكرية بإخفاء بعض الأشياء عن الأقمار الصناعية مما يستلزم تصويرها عن قرب؟" وقد أجاب عن سؤالنا الأخير العميد أحمد عزب القاطن بمدينة الإسماعيلية قائلا " إن الأقمار الصناعية تكشف كل الأهداف على سطح الأرض، بل وتتعدى ذلك أحيانا بأن تكشف عن أهداف تحت الأرض ولكن هذا يختلف باختلاف الاشعة المستخدمة في ذلك" وأضاف العميد أحمد عزب " إن صدام حسين على سبيل المثال لم يتم الكشف عنه في مخبأه بالأقمار الصناعية على الفور، أي أنه كلما زاد العمق الموجود عنده الهدف كلما صعب على القمار الصناعية كشفه تحت الأرض" وأكد العميد عزب أن كل من يحاول تصوير أي أهداف عسكرية يجب أن يعاقب لأن ذلك يضر بالأمن القومي بدرجة كبيرة.
هل نقيم دعوى قضائية ضد جوجل؟
إذن فالموضوع خطير ومهم وقد يؤثر على أمن الوطن، ولكن ماذا سوف تفعل الأجهزة الأمنية الآن بعد أن التقطت الأقمار الصناعية مدينة الإسماعيلية بالتفصيل بما فيها المطارات الحربية؟، هل تسلم بالأمر الواقع؟ أم تنتفض وتدافع عن خصوصيتها وترفع دعوى قضائية أمام المحاكم لمعاقبة المسئول عن الواقعة؟ وفي هذا الصدد قال عادل نسيم المحامي لمحيط " باختصار ودون الخوض في قوانين احترام الخصوصية وغيرها والتي قد لا تهم البعض، أؤكد لكم أن هذه النوعية من القضايا يصعب البت فيها وتكون كما يسميها البعض "قضايا للشهرة"، ومن الصعب أن نحصل فيها على حكم نافذ، ولكن إذا أقمنا دعوى قضائية وكانت الصور المعروضة تمس أمن الوطن وتمثل انتهاكا للخصوصية فسوف نربح القضية " .
صورة عن قرب لمطار ألماظة
إسرائيل ليست في مأمن مطلق
هناك بعض الأصوات التي ادعت أن إسرائيل في مأمن من هذه الصور " الحساسة والخطيرة والمحظورة" وما إلى ذلك من ألفاظ تهول بطريقة غير منطقية من الأحداث لتكسبها المزيد من الإثارة، ولكن بنظرة موضوعية للبرنامج المجاني وصوره نجد أن هناك عدة مناطق في العالم العربي لا يمكن الوصول لها بشكل دقي وهي بذلك مثلها مثل بعض المناطق في إسرائيل، أي أن عدم وضوح أماكن كثيرة في إسرائيل ليس تخطيط مسبوق من قبل جوجل والدليل على ذلك وضوح المعالم الأساسية لعدة مناطق حساسة داخل الكيان الصهيوني المحتل.
والمثير للدهشة أن بعض الأنظمة العربية لا تساير الواقع ولا تنتبه لما يجري حولها من تطورات في عالم سمته الثابتة هي التغير، ومازالت هذه الأنظمة تفرض سياجا من السرية والغموض حول أجهزة عديدة لها وأماكن وجودها رغم أن العالم اصبح ينظر إليها من فوق بدون رقيب، فحتى الآن لا يعرف معظم المواطنون في الوطن العربي أين يع مقر المخابرات لبلادهم وما هو اسم رئيس المخابرات، ولا ندعو هنا إلى إتاحة أسرارنا أمام الجميع ولكن لا يجب الترهيب كلما ذكرت كلمة مخابرات أو منطقة عسكرية حيث أصبحت هذه الأشياء مكشوفة للعامة في كل العالم.
مطار الإسماعيلية بالأقمار الصناعية
هل هناك خطورة أمنية؟
يؤكد اللواء عماد السرجاني أنه بالنسبة لتصوير معدات وأسلحة كل دولة فهذا لا يعد خطرا بشكل كبير حيث أن هذه الأشياء معروفة من قبل الأنظمة العسكرية، وأصبح معروف كم عدد الدبابات والطائرات بأنواعها التي تمتلكها كل دولة، كما أننا نعرف على سبيل المثال تسليح إسرائيل، ولكن الحرب - والكلام للواء عماد - تقوم على المفاجأة والتكتيك المنظم الجديد والخداع بأساليب عديدة وهي أشياء ترجح كفة دولة عن أخرى، فالصور التي تلتقطها الأمار الصناعية ليست نهاية المطاف، ويضيف اللواء عماد أن هذه الصور د تعطي أفكار للمتطرفين للهجوم على منشآت كانت غائبة عنهم وذلك في ظل انتشار الإنترنت بين شباب جاهل متطرف على وشك الانفجار.
ستاد القاهرة ومطار ألماظة اللذان يقعا في أكثر المناطق العسكرية حساسية بمصر
وفي النهاية لا يبقى لنا إلا أن ننظر إلى مستقبل الاتصالات في العالم الآن بعد الصدمة التي فاجأتنا بها شركة جوجل، فإلى أين نسير؟ وما هو الذي ينتظرنا من تطور وتقنيات اتصالية غدا؟ فهل تريد عزيزي القارئ أن تعرف ما هي الخدمات المتوقع ظهورها قريبا كي تندهش وترتسم على وجهك علامات الذهول؟
لتحميل البرنامج أضغط على الوصله التاليه:
http://www.wslaat.com/directory-link/n-148-c-5.html
تعرف على Google
- أسس محرك بحث Google سنة 1998 بواسطة لاري بايج وسيرغي برين، اثنان من طلاب الدكتوراه في جامعة ستانفورد.
- عدد الصفحات التي يبحث Google فيها يزيد على 1.3 مليار صفحة.
- يلبي Google أكثر من 100 مليون عملية بحث في اليوم.
- يقدم Google خدماته عبر موقع العام www.google.com . كما تقدم الشركة خدمات تعاونية للبحث في الويب لفائدة مزودي المعلومات.
- في كلمة Google تلاعب على كلمة googol، التي اخترعها ملتون سيروتا، ابن أخت عالم الرياضيات الأميركي إدوارد كاسنر، للدلالة على رقم 1 يتبعه 100 صفر. ويعكس استخدام Google لهذه الكلمة إصرار الشركة على تنظيم الكمية الهائلة من المعلومات المتوفرة على الشبكة وفي العالم.